في شهر نوفمبر، عُقد إجتماع منظمة الصحة العالمية (WHO) الثامن، والذي يسمى بمؤتمر الأطراف (COP8)، في جنيف. في هذا الإجتماع، كانت إحدى الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها ماهية موقف مجموعة مكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية من السجائر الإلكترونية، حيث ناقشوا ما إذا كانت منظمة الصحة العالمية ستدعم وتؤيد السجائر الإلكترونية كوسيلة مساعدة فعالة للإقلاع عن التدخين.
الآن، وبما أن منظمة الصحة العالمية هي أكبر منظمة صحية في العالم، فإننا نتوقع منها عدم الانحياز وأن تكون أكثر شفافية ودعمًا للحلول التي تساعد في الحفاظ على صحة العامة. ومع ذلك، كانت النتيجة التي توصل إليها الاجتماع صادمة للعديد من منظمات الصحة العامة وصناعة الـفيبينج – vaping كذلك.
هناك أعداد متزايدة من المنظمات الصحية المحترمة والمعترف بها التي أجرت أبحاثها الخاصة على السجائر الإلكترونية لتحديد مدى أمانها ومقدار مساعدتها للإقلاع عن التدخين، ويمكننا أن نرى المزيد والمزيد من الدعم للـفيبينج – vaping والذي يتنامى سنوياً من قبل هذه المنظمات وبعض الدول.
في المملكة المتحدة نفسها، تحدثت العديد من مجالس الصحة العامة مثل إدارة الصحة العامة في إنجلترا، والكلية الملكية للأطباء، وأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، عن الـفيبينج – vaping، ودعمتها بقوة كوسيلة للإقلاع عن التدخين. مع ذلك، في نهاية المطاف، لا تزال منظمة الصحة العالمية تدعي أنها لم تجد أي بحث مستقل للتأكد من أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين. لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كانوا نائمين طوال تلك السنوات.
كما أنه من المحير لماذا لم يتم الاعتراف بالدراسات التي أجرتها منظمات مثل الصحة العامة في إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية أو تجاهل صحتها على النحو الذي ذكرته منظمة الصحة العالمية. في إجتماع مؤتمر الأطراف السابع قبل عامين، اعترفت منظمة الصحة العالمية بأن السجائر الإلكترونية يحتمل أن تكون لديها القدرة على خفض أعداد المدخنين في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، ومع ذلك لا تزال تشجع دول الأعضاء على حظر السجائر الإلكترونية والمنتجات المرتبطة بها، وهو تشجيع أربك الكثيرين.
قبيل انعقاد المؤتمر بهذا الشهر، ناشدت الكثير من هيئات الـفيبينج – vaping، والأكاديميين، والمستهلكين منظمة الصحة العالمية لإعادة تقييم موقفها بشأن الفيبينج – vaping، مع الأخذ في الاعتبار كمية الأبحاث التي تم إجراؤها.
خيبت منظمة الصحة العالمية أمل الكثيرين للغاية، ومن الأسلم القول إن شركات التبغ الكبيرة يبدو أنها لها جذوره داخل منظمة الصحة العالمية أيضاً. وجد أن العديد من التقارير التي نشرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) سابقًا تم التلاعب بها، وكان معروفاً أن لها أجندات خفية. ويمكن قول الشيء نفسه عن منظمة الصحة العالمية، ربما من قبل شركات التبغ نفسها.
من المحزن جداً أن نرى أن المنظمة الوحيدة التي أنشأتها الأمم في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تعزيز الصحة العالمية تفعل العكس في الواقع.
نأمل أن تعين منظمة الصحة العالمية في اجتماع مؤتمر الأطراف التاسع (COP9) القادم شخصًا كفؤاً وصادقاً بما يكفي لجعل العالم أكثر وعياً بشأن الـفيبينج – vaping. كما نأمل أن يتم إجراء أبحاث – بدون أجندات – قبل اجتماع COP9 عن فوائد الـفيبينج vaping.